لقد تركت مسألة تربيت الأبناء للخادمة، كنت أعرف متى يعود فلا أدخل في الإنترنت ومع ذلك أهملت
نفسي كثيرا، كنت في السابق أكون في أحسن شكل وأحسن لبس عند عودته من العمل، وبعد الإنترنت بدأ
هذا يتلاشى قليلا حتى اختفى كليا و بدأت أختلق الأعذار بأنه لم يخبرني بعودته أو أنه عاد مبكرا
على غير العادة وهكذا، كنت مشغوفة بالإنترنت لدرجت أن أذهب خلسة بعد نومه وأرجع خلسة قبل أن
يصحو من النوم، ربما أدرك لاحقا أن كل ما أفعله في الإنترنت هي مضيعة وقت ولكن كان يشفق علي من
الوحدة وبعد الأهل وقد استغللت هذا أحسن استغلال، كان منزعجا لعدم اهتمامي بأبنائنا، وبخني
كثيرا وكان سلاحي البكاء وأنه لا يعرف ماذا يدور في البيت وهو غائب فكيف يحكم علي هكذا.
باختصار كنت أهاتفه عشرات المرات وهو خارج البيت فقط أريد سماع صوته والآن وبعد الإنترنت
أصبح لا يسمع صوتي أبدا إلا في حالة احتياج البيت لبعض الطلبات النادرة، لقد تولدت لدى زوجي
غيرة كبيرة من الإنترنت ولكن كنت أحارب هذه الغيرة بالدموع وكيد النساء كما يقولون، هكذا
كانت حياتنا لمدة ستة أشهر تقريبا. لم يكن يخطر ببال زوجي أني أسيء استخدام هذه الخدمة أبدا.
خلال تلك الأيام بنيت علاقات مع أسماء مستعارة لا أعرف إن كانت لرجل أم أنثى، كنت أحاور كل من
يحاورني عبر التشات، حتى وأنا أعرف أن الذي يحاورني رجل، كنت أطلب المساعدة من بعض الذين
يدّعون المعرفة في الكمبيوتر والإنترنت، تعلمت منهم الكثير، إلا أن شخص واحد هو الذي أقبلت
عليه بشكل كبير لما له من خبرة واسعة في مجال الإنترنت، كنت أخاطبه دائما وألجئ إليه ببراءة
كبيرة في كثير من الأمور حتى أصبحت بشكل يومي، أحببت حديثه، ونكته كان مسليا، وبدأت العلاقة
تقوى مع الأيام، تكونت هذه العلاقة اليومية في خلال 3 أشهر تقريبا، كان بيني وبين من يدعى ؟؟؟؟؟؟
الملقب ب bandar الشيء الكثير، أغراني بكلامه المعسول وكلمات الحب والشوق، ربما لم تكن
جميلة بهذه الدرجة ولكن الشيطان جمّلها بعيني كثيرا.
في يوم من الأيام طلب سماع صوتي وأصر على طلبه حتى أنه هددني بتركي وأن يتجاهلني في التشات
والإيميل، حاولت كثيرا مقاومة هذا الطلب ولم أستطع، لا أدري لماذا، حتى قبلت مع بعض الشروط،
أن تكون مكالمة واحدة فقط، فقبل ذلك؛ استخدمنا برنامجا للمحادثة الصوتية، رغم أن
البرنامج ليس بالجيد ولكن كان صوته جميلا جدا وكلامه عذب جدا، كنت أرتعش من سماع صوته؛
طلب مني رقمي وأعطاني رقم هاتفه، إلا أنني كنت مترددة في هذا الشيء ولم أجرؤ على مكالمته
لمدة طويلة.
أني أعلم أن الشيطان الرجيم كان يلازمني ويحسنها في نفسي ويصارع بقايا العفة والدين وما أملك
من أخلاق، حتى أتى اليوم الذي كلمته من الهاتف؛ ومن هنا بدأت حياتي بالانحراف، لقد انجرفت
كثيرا، كنا كالعمالقة في عالم التشات، الكل كان يحاول التقرب منا والويل لمن يحاربنا
أو يشتمنا، أصبحنا كالجسد الواحد، نستخدم التشات ونحن نتكلم عبر الهاتف، لن أطيل الكلام،
من يقرا كلماتي يشعر بأن زوجي مهمل في حقي أو كثير الغياب عن البيت، ولكن هو العكس من ذلك،
كان يخرج من عمله ولا يذهب إلى أصدقائه كثيرا من أجلي، ومع مرور الأيام وبعد اندماجي بالإنترنت
والتي كنت أقضي بها ما يقارب 8 إلى 12 ساعة يوميا، أصبحت أكره كثرة تواجده في البيت، ألومه
على هذا كثيرا، أشجعه بأن يعمل في المساء حتى نتخلص من الديون المتراكمة والأقساط التي لا تريد
أن تنتهي، وفعلا أخذ بكلامي ودخل شريكا مع أحد أصدقائه في مشروع صغير؛ ثم بعد ذلك، أصبح الوقت
الذي أقضيه في الإنترنت أكثر وأكثر، رغم انزعاجه كثيرا من فاتورة الهاتف والتي تصل إلى آلألاف،
إلا أنه لم يقدر على ثنيي عن هذا أبدا.
يتبع ,,