بعد الستين.. آدم أكثر "تكنولوجية" من حواء

بعد الستين.. آدم أكثر "تكنولوجية" من حواء

أكدت أحدث دراسة علمية أن الرجال بعد سن الستين أكثر ميلاً من النساء لاستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في الحياة اليومية، كاستخدام الهواتف الجوالة في إجراء الاتصالات مع الأقارب والأصدقاء أو استخدام هذه الهواتف في إرسال الرسائل، أو استخدام الكمبيوتر في مجالات الحياة اليومية المختلفة، وتعلل الدراسة ذلك بأن معظم النساء يشعرن بتبعات السن أسرع من الرجال لما عليهن من متاعب وأعباء في الحياة من متابعة الأسرة والمنزل والأولاد

.

الدراسة قام بها الدكتور سامح خميس السيد إسماعيل بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس تحت عنوان: "اتجاهات المسنين نحو استخدام الوسائل التكنولوجية الشخصية" على عينة من 50 فردًا من المسنين والمسنات في مرحلة الكهولة (بين الستين والخامسة والسبعين) من المستويات الاجتماعية الأعلى من المتوسطة، ومن مستويات تعليمية من التعليم المتوسط والتعليم العالي (الجامعي

).

وبينت الدراسة أيضًا أنه لا يوجد فرق بين ذوي التعلم الجامعي أو الأقل من الجامعي في استخدام هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة من الجنسين، ويرجع ذلك إلى أن أصحاب التعليم قبل الجامعي والجامعي الذين وصلوا إلى سن التقاعد (المعاش) قد كوَّنوا مفاهيم عامة عن الحياة، ونمت لكل منهم الخبرات مما جعل الفروق بينهما تزول

.

وأشارت الدراسة إلى أن المسنين الذين يستمرون في العمل بعد سن التقاعد يكونون أكثر ميلاً لاستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة من أولئك الذين لا يستمرون في ممارسة العمل، وهذا ما يدل على أن الاستمرار في العمل ينمي القدرات وأن الشيخوخة ليست مجرد عملية بيولوجية بحتة تظهر أثرها في التغيرات الفيزيقية والفسيولوجية التي تطرأ على الفرد حين يصل لتلك السن المتقدمة، ولكن أهم صورها هي الحكم عليهم بالتقاعد من وظائفهم وأعمالهم مما يترتب على ذلك من عدم ممارسة الكثير من أوجه النشاط اليومي التي ألفوا القيام بها والمشاركة فيها لسنوات طويلة، وعلى هذا يعد التقاعد هو الحدث الهام في حياة المسن والذي ينعكس أثره في حياته، فبلوغ سن المعاش يكون مصحوبًا بالحساسية الشخصية ونقص الطموح ونقص قوة الإرادة وقلة الإنجاز، كما أن هناك علاقة إيجابية بين الحالة العملية والروح المعنوية؛ فالعاملون أكثر توافقًا من غير العاملين، كما يزداد توافق الآباء مع الأبناء في حالة استمرار الآباء في العمل بعد سن التقاعد، وأيضًا يزداد التوافق الأسري

.

ولهذا توصي الدراسة بأهمية تعديل قوانين العمل بحيث لا تفرض التقاعد بشكل إجباري على الجميع بغض النظر عن إمكانياتهم وقدراتهم، بحيث تنظم تشغيل من تقدم بهم السن بشكل يكفل إسهامهم وفاعليتهم في المجتمع والإفادة من مهاراتهم وخبراتهم المتراكمة عبر السنين، على أن يتم ذلك في ضوء المتغيرات القائمة من حيث إتاحة الفرصة أمام من هم أصغر سنًا للصعود بالسلم الوظيفي، وفي ضوء عدم إنكار طبائع الأشياء وأن التقدم في السن له قيوده التي يفرضها شئنا أم لم نشأ

.

كما توصي أيضًا بعمل برامج للمسنين لرفع الروح المعنوية لهم وتقليل الإحساس بشعور التقاعد، والعمل على تهيئة الفرصة لهم لإثبات ذواتهم والعمل على خدمة المجتمع بعد سن التقاعد

.

يذكر أن عدد المسنين في مصر وصل إلى حوالي خمسة ملايين مسن عام 2000 ويتوقع أن يزيد عام 2025 ليصل إلى أحد عشر مليون مسن

.