جمعتني مع سعاد غرفة واحة في الفندق , خلال معسكر أدبي شامل , سهرنا نبحث في المواضيع الأدبية العامة , وفي الصباح استيقظت سعاد والشيخ ينادي من مئذنة المسجد القريب : الصلاة خير من النوم.
دخلت سعاد الحمام وانتظرتها , خرجت بعد وقت ليس بالقليل وقد استحمت واتجهت فورا الى المرآة قمت أنا , توضأت وصليت الفجر ثم عدت لسريري , سألتني باستنكار: هل تودين العودة للنوم؟ أجبتها ليس لدي ما أفعله , أمرتني بحدةأمر صديقة تريد الخير لصديقتها : هيا قومي , جهزي نفسك لاجتماع الساعة الثامنة , وماذا أجهز في نفسي أنا جاهزة , لكني جلست أتفرج عليها وهي تمشط شعرها وتجففه بالسيشوار , ثم تطلي وجهها بطبقة من الكريم , تعود لشعرها , ثم تطلي وجهها بطبقة أخرى , خمس طبقات أحصيت لكني مللت , أنهت ( تجهيز نفسها وقد قاربت الساعة على الثمانية التفتت الي باستنكار أشد : ألن تضعي الماكياج على وجهك؟ أجبتها :لا
سألتني ألم تحضري معك عدتك؟ أجبتها مرة أخرى: لا
أصرت بكرم حاتمي أن أستخدم عدتها , وكان اصراري على الرفض أشد, سألتني بدهشة عن السبب , أجبتها : أنا أرى نفسي جميلة هكذا كما خلقني الله
غضبت وسألتني : هل ترينني قبيحة؟
قلت لها أنا لا أراك كذلك يا صديقتي بل أنت من يرى , ان ما تفعلينه يدل دلالة قطعية على انعدام ثقتك بجمالك , وعدم القناعة بهبة الله, ثم أننا هنا في مجمع أدبي نناقش فكرا , لسنا في مسابقة لملكات الاستعراض والجمال
منذ ذلك اليوم كفت سعاد عن مواصلة أي نوع من العلاقة معي سوى جملة واحدة تعيدها كلما التقينا ورأت وجهي الخالي من أي أثر للزينة: أما تزالين جميلة بخلقة الله؟