توقع الكاتب المصري البارز عبد الوهاب المسيري "نهاية قريبة" لدولة
الاحتلال الإسرائيلي ربما في خمسين عاما، نافياً أن يكون لهذا التوقع
علاقة بالتشاؤم أو التفاؤل، مشددا على أنه
يقرأ معطيات وحقائق في
سياقها الموضوعي ويستخلص ما يمكن أن تسفر عنه من نتائج.وقال المسيري مؤلف
موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية":" إن الباحثين الإسرائيليين أنفسهم
لا ينكرون هذا الخوف حتى أصبحت "كمية الكتابات" في إسرائيل عن نهاية
دولتهم "مملة"، كما أن هذا الهاجس لازم مؤسسي إسرائيل ومنهم ديفيد بن
غوريون أول رئيس للوزراء الذي ألقى عام 1938 خطبة تضمنت أن الجماعات
اليهودية في فلسطين لا تواجه "إرهابا".وأشار المسيري إلى أن "بن غوريون"
عرّف الإرهاب في خطبته تلك بأنه "مجموعة من العصابات ممولة من الخارج،
ونحن هنا لا نجابه إرهابا وإنما حربا، وهي حرب قومية أعلنها العرب علينا،
هذه مقاومة فعالة من جانب الفلسطينيين لما يعتبرونه اغتصابا لوطنهم من قبل
اليهود، فالشعب الذي يحارب ضد اغتصاب أرضه لن ينال منه التعب سريعا".وبعد
أن قضي نحو ربع قرن في إعداد موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية" يعد
المسيري حاليا موسوعة عنوانها "الصهيونية وإسرائيل" تتناول (إسرائيل) من
الداخل مجتمعا ومؤسسات بهدف تعميق فهم "هذا الكيان الاستيطاني حتى تتحسن
كفاءتنا في المواجهة معه كدولة وظيفية" لا تختلف كثيرا في رأيه عن دولة
المماليك التي نشأت في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي واستمرت 267
عاما.وقال الكاتب المصري إن التشابه بين (إسرائيل) ودولة المماليك لا يعني
أن تستمر 267 عاما لأن الدورات التاريخية أصبحت الآن أكثر سرعة مما مضى،
وأضاف أن "العدو الآن في حالة تقهقر بعد أن لحقت به هزائم عسكرية متوالية"
منذ ستينيات القرن العشرين وحتى حرب صيف 2006 مع حزب الله والتي أثبتت أن
إسرائيل يمكن أن "تهزم".وأوضح المسيري أن الطبيعة الوظيفية لـ(إسرائيل)
تعني أن "القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع
عن القيام بها مباشرة هي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية".وذهب
المسيري إلى أن "هزيمة إسرائيل في الحرب مع حزب الله ساهمت فيها المقاومة
الفلسطينية التي أتعبت إسرائيل بوسائل رغم بدائيتها لا يوجد لدى إسرائيل
وسيلة لصدها". وأوضح أنه "في حروب التحرير لا يمكن هزيمة العدو وإنما
إرهاقه حتى يسلم بالأمر الواقع".ويستدل المسيري بما حدث مع المقاومة في
فيتنام التي "لم تهزم الجيش الأميركي وإنما أرهقته لدرجة اليأس من تحقيق
المخططات الأميركية، وهو ما فعله المجاهدون الجزائريون على مدى ثماني
سنوات (1954-1962) في حرب تحرير بلدهم من الاستعمار الفرنسي".ووصف المسيري
قيام دولة فلسطينية بالصيغة التي تقترحها (إسرائيل) ودول عربية وأجنبية
بأنه أمر "عديم الجدوى"، وقال الكاتب المصري:" إن البديل هو قيام دولة
متعددة الأديان والهويات" كما حدث في جنوب أفريقيا.